التصعيد الدولي ، والتهديدات البريطانية، وثروات أسرة القذافي، والتوابع الاقتصادية للازمة الليبية المتصاعدة على حياة الناس في بريطانيا ... أهم القضايا التي شغلت الصحف البريطانية في تغطيتها لثورة الشعب الليبي اسلوب تعامل الزعيم الليبي معها.
ورغم أن صحيفة ديلي تليجراف لم تهتم بالأزمة الليبية على صفحتها الأولي فإنها خصصت صفحة داخلية تتحدث عن " ثروة القذافي" ويشير التقرير إلى أن الزعيم الليبي الذي وصفه بالديكتاتور قد "وزع ملياراته، المسروقة من عائدات النفط، في كل من لندن وإيطاليا" . واضاف أن طريقة التوزيع كانت عن طريق شراء عقارات فخمة فضلا عن دفع الاموال لشراء ولاء شخصيات نافذة.
ويرى التقرير ذلك محاولة متهورة ويائسة لحفظ الثروة بتهريبها إلى ملاذات آمنة تتوزع على أماكن كثيرة في العالم.
وفيما يتعلق بدور إيطاليا في هذه المحاولة، يقول التقرير إنها بمثابة شريك تجاري وموقع استثمار مهم لاسرة للقذافي، التي قال التقرير إنها تملك نسبا كبيرة في الشركات والمشروعات الكبيرة في إيطاليا.
صحيفة التايمز اختارت عنوانا يوحي بقرب نهاية نظام العقيد القذافي فاعتبرت أن ما يحدث في ليبيا الآن هى : معركة طرابلس.
ويتضمن التقرير تفاصيل عن المعارك التي تقول إنها دامية بين الثوار الليبيين وقوات القذافي الذي يشير التقرير إلى أنه لا يزال يتحصَّن في معقله في العاصمة.
غير أن الصحيفة ركزت أيضا على ما قالت إنها معركة أخرى تتعلق بثروة أسرة القذافي . ونقلت عن خبراء تقديرهم لهذه الثروة بـ 100 مليار دولار أمريكي. وقال الخبراء إنه يجرى الآن إخفاء هذه الثروة في مناطق آمنة في مختلف ارجاء العالم.
وتكشف التايمز أن القذافي قد أودع سرا الأسبوع الماضي ثلاثة مليارات جنيه إسترليني لدى أحد مديري الشركات الخاصة الخبيرة في إدارة الثروات، ومقرها حي مايفير الشهير وسط لندن.
وقال خبراء ماليون للصحيفة إن هذه الخطوة جزء من عملية أكبر لجأت إليها اسرة القذافي لحماية ثروتها قبل رحيل العقيد.
أما الوسيط الذي رتب لهذه الخطوة فهو ، كما يقول تقريرالتايمز ، وسيط في سويسرا لجأت إليها أسرة القذافي بعد أن رفضت شركة سمسرة بريطانية شهيرة طلبا لنفس الغرب منذ خمسة أسابيع.
وقال المدير التنفيذي للشركة إنه رفض الصفقة، لأنه شخصيا غير مستريح للتعامل مع من وصفهم بطغاة قاتلين، مطلخة أياديهم بالدماء.
في نفس الموضوع ، قالت الصحيفة إن وزارة الخزانة البريطانية تسرع وتيرة جهود تعقب وتجميد أرصدة أسرة القذافي في بريطانيا.
تركز صحيفة الإندبندنت على الوضع الميداني في ليبيا . وتقول في تقرير بعنوان : المتمردون يحاصرون معقل القذافي ، إن الدكتاتور اليائس يقول لمؤيديه إنه يستطيع تدمير أي عدو يتحداه.
وتنقل الصحيفة عن طيار يدعى عطية المنصوري، العائد إلى ليبيا من منفاه الذي قضى فيه ثلاثة عشر عاما معلومات حول ما قال إنها صنوف التعذيب الوحشي الذي تعرض لها في سجون القذافي، قبل أن يُبعد عن وطنه .
وقال الضابط إنه عاد إلى ليبيا مؤخرا ليشارك ابنه فيما وصفها بمعركة تحرير بنغازي من حكم القذافي.
في الإندبندنت يتناول روبرت فيسك البعد السعودي لما يحدث في الشرق الاوسط الآن. ويتساءل عن أثر الزلزال في المنطقة على المملكة العربية السعودية وبالتالي على الاقتصاد العالمي من بعدها، في ضوء احتياطيات النفط الضخمة في المملكة.
ويطرح الكاتب سؤالا حول الاسباب التي دفعت الملك عبد الله ، عاهل السعودية لاعلان إنفاق المليارات على شعبه بعد عودته من رحلة العلاج في أمريكا. وقال إنه الملك يظن أن ذلك سيقي السعودية شر الطوفان القادم.
صحيفة الجارديان اهتمت بمحاولات بريطانيا وغيرها تحريض حركة الإنشقاق على القذافي مرفقا بتحذيرات من ان الاستمرار في دعم النظام سوف يؤدي في النهاية الى محاكمتهم بتهم ارتكاب جرائم حرب.
تقول الصحيفة إن الاحتجاجات تنتقل إلى طرابلس مع تهديد القذافي بفتح مخازن الأسلحة. وتنقل فيه عن شهود عيان وصفهم للمواجهات بين أنصار القذافي وخصومه في طرابلس.
أما صحيفة فايننشيال تايمز فتركز على دعوات الانشقاق في صفوف أسرة القذافي وأنصاره ، و على آمال الكثير من العمال الأجانب في الفرار من جحيم الصراع الدامي في ليبيا.
وفي صحيفة ديلي اكسبريس، تقرير رئيسي في الصفحة الأولى ينبه إلى إن البريطانيين سوف يتكبدون خسائر كبيرة صيف هذا العام بسبب الأزمة الليبية. وتشير إلى أن أسعار تذاكر الطيران سوف ترتفع بسبب ارتفاع اسعار البترول ، ما يجعل قدرة الأسر البريطانية على قضاء إجازات في الخارج محدودة بسبب التكلفة.
