تحتفل اليوم مصر بعيدها السابع والثلاثين من انتصار اكتوبر
ومعنا بعض رجالها الذين صنعوا تاريخها
حرب أكتوبر .. كلمة تعنى الكثير والكثير لمصر ولكل ابن من أبناء مصر، لنا ولكل من بعدنا. ومهما قلنا ومهما قيل فالشئ المؤكد أنها حرب غيرت التاريخ بأكمله وكانت وستظل علامة محفورة فى سجل الزمن..
ورغم مرور 26 عاما على حرب أكتوبر إلا أن هذا اليوم يوم انتصار أكتوبر سيظل تاجا على رأس كل مصرى ومصرية. ولم يكن انتصار أكتوبر هو فقط ما حدث يوم السادس من أكتوبر عام 1973، ولكن هذا اليوم سبقته ستة سنوات كاملة من الصمود والعرق وإعادة البناء والعمل ليل نهار، والعلم الذى سخر فى سبيل النصر. ونصر أكتوبر له أصل، والأصل هم صناع النصر الرجال الذين وهبوا حياتهم لمصر وبذلوا دمائهم فى سبيل النصر، وطوال سنوات امتدت من بعد نكسة 1967 حتى انتصار 1973 لم يتوقف الرجال عن بذل الجهد ولم يتوقف العمل لحظة واحدة، وكان لنا الكثير والكثير من الانتصارات والتى مهدت للنصر الأعظم يوم السادس من أكتوبر..
ومع أربعة رجال فوق العادة، أبطال سنوات الكفاح، رجال ساهموا فى صنع النصر، نعيش الصفحات التالية ..
|
أنور عطية .. |
 |
[size=16]البطل الحقيقى لعملية تدمير الحفار الاسرائيلى فى أبيدجان ..
فى نهاية عام 1969، وفى ذروة الصراع العربى الاسرائيلى، وبعد عامين من نكسة 1967، أعلنت إسرائيل عن عزمها على التنقيب عن البترول فى سيناء وقامت بالفعل بإستئجار حفار أمريكى ليقوم بالتنقيب عن البترول فى خليج السويس تحت سمع وأبصار المصريين، وبدا واضحا للجميع أن الغرض من هذا الحفار اقتصاديا وسياسيا فى ذات الوقت، فإسرائيل كانت فى حاجة إلى البترول فى تلك الأيام، وبالإضافة لذلك فإن هذا الحفار سيدعم خططها فى محاولات إذلال مصر وإظهارها أمام العالم بمظهر العاجز عن حماية أرضه وموارده الطبيعية والضغط على مصر من ناحية أخرى للتخلى عن دورها الريادى فى مناصرة القضية الفلسطينية، ووصلت المعلومات إلى المخابرات الحربية والمخابرات العامة بوجود حفار بالفعل وإسمه (كينتج 1) وأنه يعبر المحيط الأطلنطى فى طريقه للساحل الغربى لأفريقيا ليتوقف فى أحد موانيها للتزود بالوقود، ثم ليتخذ طريقه إلى الجنوب ليدور حول القارة الأفريقية ويتجه إلى البحر الأحمر ثم إلى خليج السويس.
وكان القرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتدمير الحفار قبل وصوله إلى خليج السويس أيا كان الثمن وبأية وسيلة. وكان لابد من التحرك الفورى لمعرفة الميناء الذى سيتجه إليها الحفار للعثور عليه وتدميره. وكانت المشكلة أن تدمير الحفار سيثير أزمات سياسية مع أكثر من دولة، فالحفار قامت ببناؤه شركة انجليزية، وتملكه شركة امريكية ومؤجر لإسرائيل وتقوم بسحبه فى مياه المحيط قاطرة هولندية والمفروض أن يتم تدميره فى ميناء أفريقى. أى أن إسرائيل خططت لكى يكون الحفار إنجليزى أمريكى هولندى إسرائيلى!!ولكن كان القرار قد اتخذ بالفعل وكان لابد من تدمير الحفار أيا كان الثمن..
وعملية تدمير الحفار كانت من أروع وأعظم العمليات التى تمت من خلال سيمفونية رائعة الجمال تم عزفها بتناغم وإنسجام جميل بين كل من المخابرات العامة والمخابرات الحربية والقوات البحرية ووزارة الخارجية، عملية متكاملة أدى فيها كل شخص دوره على أكمل وأجمل ما يكون..
وبعد 30 عاما كاملة يتحدث البطل الحقيقى للعملية، العقيد بحرى متقاعد أنور عطية قائد عملية تدمير الحفار الإسرائيلى ويحكى قصة أربعة أشهر من الصراع مع إسرائيل، ودور الضفادع البشرية ورحلته من مصر إلى السنغال عبر هولندا ومعه أربعة ألغام يحمل كل منها 16 كيلو جرام من المتفجرات والعودة إلى مصر بالألغام بنفس الطريقة وكيف خرجت الألغام من المطار دون مشاكل والأخطار التى تعرضت لها مجموعة الأبطال الذين قاموا بتدمير الحفار حتى نجحوا فى تدميره بالفعل.
[/si
|
أبو الحسن .. بطل فوق العادة: |
 |
[size=16]بعد نكسة عام 1967 طلبت القيادة السياسية من القوات المسلحة القيام بعمليات عسكرية للرد على الجيش الإسرائيلى، وبالفعل قامت الوحدات الخاصة بالقوات المسلحة بتجهيز أفراد للقيام بعمليات فدائية ضد العدو الإسرائيلى داخل سيناء. وبعدها تقرر تكوين مجموعة قتالية تضم نوعية خاصة جدا من المقاتلين، هى المجموعة 39 قتال والتى كان قائدها الشهيد الأسطورة العميد إبراهيم الرفاعى، تلك المجموعة ضمت مجموعة من الأبطال فوق العادة، كانوا خيرة جند الجيش المصرى خاصة من قوات الصاعقة، والضفادع البشرية والصاعقة البحرية، كل منهم كان يتميز بشئ لا يتميز به أى فرد عادى. تلك المجموعة التى قامت على مدى ستة سنوات من عام 1967 حتى انتصار أكتوبر 1973 بعشرات العمليات الفدائية خلف خطوط العدو فى سيناء وفى فلسطين وعلى الحدود السورية الفلسطينية..
كل فرد من أفراد تلك المجموعة كان بطلا بالفعل، نسوا أولادهم وباعوا حياتهم فداء لتراب الوطن الغالى، وما فعلوه فى الإسرائيلين جعل قادة الجيش الإسرائيلى فى حالة هستريا دائمة ورغبة مجنونة فى معرفة أفراد المجموعة والوصول إليهم أحياء أو أموات وكان على رأس المطلوبين ثلاثة أفراد، قائد المجموعة إبراهيم الرفاعى، والقائد الثانى للمجموعة د. على نصر، والمقاتل البطل على أبو الحسن ، هذا الرجل الذى شارك فى 44 عملية خلف خطوط العدو، كل عملية منها أشبه بالقصص الأسطورية، هذا الرجل أطلق عليه زملاؤه لقب الجوكر فقد كانت شجاعته تتبدى دائما فى أوقات الأزمات لتنقلب الأمور رأسا على عقب فقد كان أحد أبرز مقاتلى المجموعة 39 قتال، وبسبب شجاعته كان صف الضابط الوحيد بالجيش المصرى الذى يحصل على وسام نجمة سيناء من الطبقى الأولى وهو أعلى وسام مصرى يمنح بعد حرب أكتوبر ولم يحصل عليه من الطبقة الأولى إلا الضباط فقط، وكان قد حصل قبل ذلك على 3 أوسمة شجاعة ونوط الجمهورية ووسام الشجاعة الليبى وبعد كل تلك السنوات يحكى أبو الحسن بطولات المجموعة 39 قتال، من خلال عدد من العمليات البارزة التى قامت بها المجموعة على مدى ستة سنوات بداية من عملية رمانة مروراً بميناء إيلات ومطار الطور ولسان التمساح وكيف انتقم المصريون لمقتل الشهيد عبد المنعم رياض، وقصة الأسيرة الإسرائيلية والتى جعلت إسرائيل تحرم دخول فتياتها إلى معسكرات الجيش الإسرائيلى، وغيرها وغيرها من القصص يرويها البطل على أبو الحسن وصولا إلى ليلة "الفرح الكبير" أو نصر أكتوبر وماحدث ليلة الحرب وما حدث فى الثغرة.
|
|
اللواء مصطفى منصور :[size=16]
فى شهر نوفمبر عام 1973، وبعد شهر واحد من بداية حرب أكتوبر، نقل وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية هنرى كيسنجر للرئيس الراحل أنور السادات أهم ما تطلبه إسرائيل من مصر للإنسحاب من الثغرة، وكان طلبين: أولهما فك الحصار البحرى عن مضيق باب المندب، وثانيهما تبادل الأسرى،وكان ذلك أثناء مفاوضات فض الإشتباك بين وإسرائيل وكان حصار باب المندب هو الحصار الذى منع وصول جميع المواد الإستراتيجية إلى إسرائيل من يوم 6 أكتوبر 1973، ولمدة سبعة أشهر بعدها مما كان له أسوأ الأثر على الاقتصاد الإسرائيلى بصفة عامة.
وفى هذا الحديث يتذكر اللواء بحرى أركان حرب مصطفى كمال منصور قائد عملية حصار باب المندب ما حدث من 26 عاما وكيف تم هدم نظرية الأمن الإسرائيلى بحرمانها من الملاحة إلى ميناء إيلات، وكيف تم إغلاق مضيق باب المندب لمدة سبعة أشهر كاملة فى وجه الملاحة الإسرائيلية وهو الحصار الذى منع وصول أى ناقلات بترول أو سفن تحمل أى سلع استراتيجية إلى إسرائيل خاصة أن مضيق باب المندب كان المنفذ الرئيسى لوصول البترول الإيرانى إلى إسرائيل (وكانت إيران هى مصدر بترول إسرائيل)، كما يحكى قصة الطائرات الفرنسية الصديقة التى فتح عليها المصريون النيران وكيف أمكنة التغلب على أزمة منع البترول عن المدمرات المصرية القائمة بالحصار، ولماذا استمر الحصار سبعة أشهر بعد انتهاء الحرب
كل هذه الأحداث يتذكرها اللواء مصطفى منصور فى حديثه مع أمواج سكندرية..
عندما قطعنا الماء والنور عن إسرائيل |
اللواء عزب .. قاهر الغواصات
ورغم كل شئ، رغم الهزيمة عام 1967.. كانت لنا بطولات عسكرية سجلت فى التاريخ وأثبتت أن جند مصر هم خير أجناد الأرض.. والبحرية المصرية كان لها الكثير من الانتصارات بعد نكسة 1967 والبطولات التى جعلت إسرائيل تحجب بحريتها فى حرب 1973، حرب الإنتصار..
ومن ضمن بطولات وأبطال البحرية هذا الرجل الذى أغرق نصف أسطول الغواصات الإسرائيلى عام 1967، ثم أغرق ربع الأسطول عام 1968.
التقينا بالبطل وفتحنا معه بوابة الذكريات وتركناه يحكى قصة أيام مجيدة لا تمحى من الذاكرة، ويحكى قصة داكار الغواصة الإسرائيلية التى ظلت إسرائيل تبحث عنها لمدة 30 عاما.. هذا البطل هو اللواء محمد عبد المجيد عزب .. "قاهر الغواصات" والذى يحمل ثلاثة أنواط وهى نوط الواجب العسكرى لأعماله فى حرب اليمن، ونوط الشجاعة العسكرى من الدرجة الأولى بعد إغراقه للغواصة تانين، ونوط الواجب العسكرى عام 1982 كما يحمل أعظم وسام فى جسمه وهو ساقيه اللتين بترتا نتيجة سقوط قنبلة عليه أثناء وجوده كرئيس عمليات بميناء الأدبية فى يناير 1970، وهو الوسام الذى سيظل أبدا شاهدا على بطولته. |
