إن الحمد لله نحمده ... و نستعين به و نستغفره ... و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا ... من يهده الله فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له ولياً مُرشدا ... و أُصلي و أُسلم و أُبارك على المبعوث رحمةً للعالمين ... سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم ... أما بعدُ ...
حديثُ اليوم جال في خاطري منذ فترة ... و قد وجدتُ نفسي اليوم متجهزاً إلى أن اكتب هذه المقالة المهمة ... عن كلمة : " لا حياء في الدين "...
هذه المقولة ليست بحديث ... و ديننا يأمرنا بالحياء ... فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : " الحياءُ شعبةٌ من شعب الإيمان " ... فكيف يكون لا حياءَ في الدين ... و الدين ينص على أن الحياء من الإيمان !!! ... و إذا لم يكن الحياءُ في الدين فأين سيكون الحياء ؟؟؟!!! ...
لقد درجت هذه المقولة على ألسنة الناس ... حتى تمسك بها سُفهاء القوم و آراذلهم ... و قد أصبحوا يستخدمونها لأغراضهم الخبيثة و للوصول إلى مآربهم الوضيعة و للنيل من الفتيات العفيفات الغافلات ... ممن يقعن في شباك هولاء الموبوئين ... من جراثيم المجتمع الفتاكة ... حتى أصبح البعضُ من هولاء الفتيات أوقح من الوقاحة ذاتها ...
لقد لاحظت هذا الأمر في أحد المنتديات الخبيثة ... التي تختص زوراً و بهتاناً في الحياة الزوجية ... و كل ما يخصها ...
المنتدى نجس لدرجة كبيرة ... فغالبية شباب و فتيات المنتدى يكتبون مواضيع و ردود في غاية الوقاحة و قلة الآدب ... تحت ذريعة و حجة أنه " لا حياء في الدين " ... بل هي قلة الحياء و النذالة ... و الله !!! ...
فبعض الفتيات تكتب عن مشكلة خاصة جرت معها ... فيأتي أحد الأعضاء و يشرح لها ... بكل قلة آدب و سفاقة ... بل منهن يطلبن الحل من الشباب على الخاص ... و بعض المتزوجات يكتبن أموراً أو مشاكل تخصهن هن و أزواجهن ... و تكتب كلاماً نابي و خارج عن الآدب و الحشمة و الوقار ... تحت ذريعة أنه " لا حياء في الدين " ...
عدا ردود الشباب و الفتيات على بعضهم البعض ... و التي فيها كلام خادش و عميق ... و عدا المواضيع التي فيها صور في غاية الوقاحة ...
فهولاء قد انقطع منهم شرش الحياء ... و وصلوا إلى أسفل دركات الوقاحة و السفالة ...
أنا لا أدري أليس هناك أخصائيون مجتمع و أطباء و علماء نفس ... اختصاصهم و معالجة هذه الأمور بشكل مغلق و مستور ...
المنتدى خالي تماماً من الأختصاصيين ... و مهمته الوحيدة هي تهييج و إفساد أخلاق الشباب و الفتيات من مراهقين و مراهقات ... تحت ذريعة " لا حياء في الدين " ...
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها في الحديث الصحيح : " نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن فى الدين " ... الحديث ليس فيه أثر أنه لا حياء في الدين ... بل نساء الأنصار رحمهن الله ... لم يمنعهن حيائهن من التفقه في الدين ... و ذلك عند سؤالهن لرسول الله صلى الله عليه و سلم في مسائل في غاية الضرورة و الحاجة ...
أما هولاء ... فقد اجتمعوا في منتدى في غاية السفالة ... و يطرحوا أموراً و مسائل في أكبر قلة حياء عُرفت ... و في أعلى قمم الوقاحة ... و كما في الحديث الصحيح قوله صلى الله عليه و سلم : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت " ...